حبيبتي
ذات يوم ماطر
معطر بأريج الوصال
مليء بالحب ولأشواق
لفني حزن غريب
القى بظلاله على مساحاتي الفارغه
وكأنما المطر قد ملئني خوفا
وبين كل ذلك
هتف بداخلي صوت مهيب
ليقول لك:
(أيها الساكن خارج حدودي
كيف اقتحمت أسواري
لتقيم في أحداقي
كيف عبرت وريدي
لتسري في جسدي
كما يسري الدم في عروقي
ملئت كل مساحاتي الفارغة
وطابت على شفتيك جميع حروقي)
حينها شعرت بالبرد
وكأن المطر يقول لي:
كفاك هذيان
فالحدود تبقى حدود
لايمكن لك أن تتجاهلها أيها العاشق باسم الحب
والمسافات تبقى بعيدة حتى وان عبرتها الأرواح
قلت ياسيدي المطر:
ولكنها تشتهي قربي
كما لم تشتهي امرأة رجلا من قبل
إنها أتعبت مرئاتها وهي تصنع من نفسها فاكهة لشفتي
إنها تحلف باسمي
ابتسم وهو يقول لي:
ياصاحب المطر
ألا تعلم عشقي للسماء
إنها تشبه النساء
كانت تهديني لونها
وتحضنني بأنفاسها
تخالطني في كل شيء
ولكنها ماتلبث أن تملني
لأسقط على هذه الأرض
فيقتلني بعدي عنها
ويصبح ماتبقى مني مجرد وحول
أبعد هذا يكون هناك عشق
عذرا أيها المطر:
اعلم إني أحبها
اعلم أني لن أحيا بدونها
ولكني أيضا اعلم أنها سترحل عني ذات يوم ماطر
حينها ستقتلني ولكني سأبقى أحبها حتى بعد موتي
بقلم /همسات شاعر